أبداً تحـنّ إليكـمُ الأرواحُ
ووصالكمْ رَيحانُها والـراحُ
وقلوبُ أهل وِدادكمْ تشتاقكمْ
وإلى لذيـذ لقائكـمْ ترتـاحُ
وارحمتا للعاشقين! تكلّفـوا
سترَ المحبّة، والهوى فضّاحُ
بالسرّ إن باحوا تباحُ دماؤهم
وكذا دماءُ العاشقين تُبـاحُ
ونظم قصيدة أخرى على المنوال ذاته، جاء فيها:
كُلّ يَومٍ يَروعُني مِنكَ عَتب أَيّ ذَنبٍ جَناهُ فيكَ المُحبُّ
إِن تَكُن أَحدَثت وشاتي حَديث بِسلوّي هَواك حَشاي كذبُ
وَضُلوعي لَها هَواك ضُلوعا بَل وَقَلبي لَها المَحبّة قَلبُ
مُتّ مِن جَورِ سادَة قَد أَحَلّوا قَتلَ مَن لا لهُ سِوى العشقِ ذَنبُ
صارَ لي في هَواهُ رُتبة ما حازَها في هَواهم قَطُّ صَبُّ
عَبراتٌ تَهمي وَجِسمٌ نَحيلٌ وَفُؤادٌ عَلى التَّقاطعِ يَصبو
وَضُلوعٌ مِنَ الجَوى واهِيات وَدُموعٌ بِذائِبِ القَلبِ سكبُ
يا سَميري وَلَم أَقُل يا سَميري قَط إِلّا أَجابَ عِشق وَحُبُّ
هَل لِداء الهَوى سَمعت دَواء هَل لِمَيت الغَرام في الحُبّ طبُّ
بَينَ جِسمي وَالسَّقم سلم وَبَينَ الجفنِ وَالنَّوم عِندَما صَدّ حَربُ
مَن مُجيري مِن ظالِم وَلي القَلب لَهُ اليَوم فيهِ قَتلٌ وَنَهبُ
جاءَ لِلنّاسِ فتنة بِخدودٍ نارها في قُلوبنا لَيسَ تَخبو
إِنَّ عَيني لِشمس وَجهِكَ شَرق ما لِدَمعي سِوى الجفن غَربُ
وفي إحدى قصائده بيتاً يشبه ما سبق أن نظمته رابعة العدوية في العشق الإلهي:
وَلَولاكُم ما عَرَفنا الهَوى
وَلَولا الهَوى ما عَرفناكُم
وهذا العشق أزلي، مستقر في الأعماق، في الحشايا والخلايا والضلوع، إنه عشق مرتبط بالوجود، ومن دونه العدم والصمت واللاشيء:
أَقسَمتُ بِصَفو حُبِّكُم في القدم ما زَلَّ إلى غَيرِ هَواكُم قَدَمي
قَد أَمزج حُبّكُم بِلَحمي وَدَمي قَطعي صلتي وَفي وُجودي عَدَمي
وثمة قصيدة أخرى عن النور الغامر الذي يملأ القلب بحب الخالق الأعظم، صورها في بساطة عبر التجسيد والتمثيل:
لِأَنوارِ نورِ اللَه في القَلب أَنوارُ وَللسرّ في سرّ المُحبّين أَسرارُ
وَلمّا حَضَرنا للشّرابِ بِمجلسٍ وَخفّ مِن عالم الغَيب أَسرارُ
وَدارَت عَلَينا لِلمَعارف قَهوة يَطوفُ بِها مِن جَوهرِ العَقلِ خمارُ
فَلَمّا شَرِبناها بإِقراه فمها أَضاءَ لَنا مِنها شُموس وَأَقمارُ
وَكاشَفنا حَتّى رَأَيناهُ جَهرَةً بِأَبصار صِدقٍ لا يُواريهِ أَستارُ
وَخالَفنا في سكرِنا عِندَ نَحونا قَديمٌ عَليمٌ دائمُ العَفوِ جَبّارُ
سَجَدنا سُجوداً حينَ قالَ تَمَتّعوا بِرُؤيَتنا إِنّي أَنا لَكُم جارُ